التراكيب النسيجية (الجزء الثاني)

مقدمة:

علمنا من الجزء الاول من المقال ان التراكيب الاساسية للنسيج هي ثلاث تراكيب اساسية وهي سادة ومبرد واطلس. ويمكن اشتقاق نوعيات اخري من التراكيب تبنى اساسا على هذه التراكيب الاساسية الثلاثة وذلك بعدة طرق علمنا منها الاتي على سبيل المثال

• استخدام خيوط ذات نمر مختلفه في نفس النسيج
• استخدام عدات مختلفة لكل من السداء واللحمة
• استخدام خيوط ملونة وبترتيبات مختلفة للسداء واللحمة او لكليهما
• استخدام نوعيات مختلفة من الخيوط في نفس المنسوج
• في حالة نسيج المبرد والاطلس استخدام عدد مختلف من خيوط السداء للمرور فوقه وتحته

وتحدثنا عن الاشتقاقات الاساسية للنسيج السادة وياتي الحديث الان عن اشتقاقات التراكيب للنسيج المبرد بالطرق المذكورة . ونختص منها بالتوضيح استخدام عدة مختلفة لتكوين تراكيب المبرد والتي سياتي ايضاحها

اشتقاقات النسيج المبرد :

النسيج المبرد هو عبارة عن تعاشق خيوط اللحمة مع خيوط السداء بحيث انه يمر خيط اللحمة فوق او تحت اثنين على الاقل من خيوط السداء في كل حدفة من حدفات اللحمة. كما انه في كل حدفة يتم تحريك هذا النمط بمقدار ثابت . يعطي هذا النمط الشكل المميز لنسيج المبرد وهو الشكل المائل للتركيب النسجي كما هو موضح في الصور الاتية. وقد يطلق على المبارد, مبارد يمين ومبارد يسار وذلك تبعا للميل الظاهري للخيوط كما هو واضح في الصور.

مبرد 2/2 (مبرد يمين)	مبرد 1-3 (مبرد يسار)

 

 

 

 

 

 

 

 

ويكون الميل الظاهري للمبارد العادية (يمين ويسار) يساوي 45 درجة ويمكن التحكم في هذا الميل بعمل ازاحة للحدفة التالية للحمة بحيث تبدا في تكوين المبرد من السداء التالي بعدد اثنين عن السداء الاول او اكثر وهكذا تباعا سيؤدي لتحريك الميل الظاهري بشكل مختلف عن المبرد العادي مع اعتبار تغير عدة المبرد والرسم التخطيطي التالي يوضح هذا الامر(عدد الدرات 12 درا) – (ملاحظة يقرا المبرد من اول عمود يسارا من اسفل لاعلى)

 

ويلاحظ انه اقصي تغير للازاحة هو عدة المبرد نفسه حيث انه بتغيير الازاحة بعدة المبرد يؤل المبرد من مبرد عادي يمين لمبرد عادي يسار كما هو واضح من الرسم التخطيطي

ويكون تشيف الخيوط في المبرد بعده المبرد حيث ان تشييف المبرد السابق يكون عدد 5 خيوط سداء وكذلك عدد خيوط لحمة ويمكن تطبيق القاعدة على اي عدة للمبرد.

والمبارد العادية كلها مبارد غير منتظمة حيث ان كلا من وجه القماش وظهره يكون بلون من الوان السداء او اللحمة وبكون تشييف السداء في احد اوجه القماش وتشييف اللحمة في الوجه الاخر وهو احد خصائص نسيج المبرد غير المنتظم ومثال لذلك اقمشة الجينز والتي تتميز بلونها الازرق على وجهها ولونها الابيض على ظهر القماش كما هو واضح في الصورة التالية.

ونرى ان نسيج المبرد يمكن ان يتم عمل اشتقاقات كثيرة منه بناء على تغير العدة وتنفيذ اكثر من عدة في نفس الوقت وتغير الاتجاه مما يؤدي لمجموعة كبيرة من الاشتقاقات النسجية للمبرد يمكن ان نذكر منها على سبيل المثال الاشتقاقات الاتية:

• نسيج مبرد عادي بنسب مختلفة لنفس العدة الاساسية
• نسيج مبرد مركب
• نسيج مبرد طردي عكسي
• نسيج مبرد مربعات
• نسيج مبرد مظلل
• …

وفيما يلي توضيح للتركيب النسجي لهذه المبارد والتي ستكون فيما بعد اساس لتركيبات نسيجية اخري

1. نسيج مبرد عادي بنسب مختلفة لنفس العدة الاساسية

وفيه يعتمد التركيب النسجي على اساس المبارد العادية ولكن يكون ظهور خيوط اللحمة في وجه السداء اكثر والعكس بالعكس وبنسب مختلفة. ويوضح الرسم التخطيطي التالي التركيب النسجي لنسيج المبرد في حال استخدام نسب مختلفة لعدة المبرد كما يوضح انه في حال تساوي التشييف في كلا الوجهين فان النسيج ياخذ لون واحد في كلا الوجهين (مبرد 3/3) – ايضا 2/2 و 4/4 و 5/5 وهكذا. ويمكن تعميم ذلك المنهج مع العدد المختلفة (عدد الدرات 12 درا)

2. نسيج مبرد مركب

من السابق يمكن بنفس المنهج اشتقاق انسجة مبردية تكون مكونة من نسب مختلفة في نفس المنسوج كأن يكون مبرد 1/5 يتبعة مبرد 3/3  ويوضح الرسم التخطيطي التالي هذه الفكرة مع الاعتبار ان يكون مجموع عدة المبارد يساوي عدد الدرات التي سيتم عمل المنسوج عليها ونلاحظ ان الرسم التخطيطي اخذ في اعتباره ان عدد الدرات في كل الامثلة السابقة والتالية هو 12 درا. وبهذه الطريقة يمكن اشتقاق انسجة بنسب مختلفة كل نسبة تعطي تاثيرا مخالفا للاخري مما يقتح مجال كبير جدا لاستنباط اشكال والوان للمنسوجات تعتمد في اساسها على هذا التركيب الاساسي

3. نسيج مبرد طردي عكسي

يعتمد هذا التركيب النسجي على المبارد العادية سواء بنسبة واحده مع تغيير الترتيب او بنسب مختلفة ونستطيع القول بانه يبني على ما سبق من تراكيب ثم يتم تغير اما ترتيب السداء في الدرا بحيث يكون ترتيب معكوس تماما او تغير ترتيب اختيار رفع الدرا بحيث يكون ترتيب معكوس تماما ويؤدي ذلك لتكرار التركيب بصورة معكوسة مما يعطي الايحاء بوجود مجموعات طولية معكوسة او مجموعات عرضية معكوسة ويظهر ذلك في الصورة التالية لكلا الطريقتين لتوليد نسيج مبرد ع طردي عكسي.

مبرد طردي عكسي من السداء

مبرد طردي عكسي من اللحمة

ويمكن تطويع اسلوب العكس طردي مع كل انواع التراكيب النسجية السابق ذكرها للمبرد.

4. نسيج مبرد مربعات

من التركيب النسجي السابق يمكن ان نستنتج انه في حال تم استخدام اسلوب العكسي طردي في كلا من السداء واللحمة فانه سيتكون منسوج يعطي تركيب نسجي على هيئة مربعات مائلة (معينات) ويطلق عليه ايضا قطع الماس وتوضح الصور التالية هذا التركيب

تركيب قطع الماس	تركيب قطع الماس	تركيب قطع الماس

 

 

 

 

 

 

ويلاحظ في الصور انه لو اخذ احد اضلاع المعين لظهر التركيب النسجي العادي للمبارد مع نسب مختلفة.

لذا فانه يمكن تطويع هذه التراكيب لانتاج منسوجات ذات تراكيب قد تظهر للعيان معقدة ولكن هي في اصلها مجرد مبارد عادية ذات نسب مختلفة تم عكسها في كلا الاتجاهين

5. نسيج مبرد مظلل

لو تم عمل تركيب نسجي للمبرد عادي بنسبة 1/5 وذلك لعرض معين من السداء ثم تبعه تركيب نسجي بنسبة 2/5 لنفس العرض او غيره ثم تلاه تركيب نسجي اخر بنسبة 3/5  لنفس العرض ثم عكست النسب حتى تم الوصول للنسبة الاصلية. فان التركيب النسجي يظهر للعين على انه مبرد له ظل وهذا التاثير يمكن ان يتخدم مع كل انواع المبارد ويوضح الرسم التخطيطي هذا الاسلوب لتكوين تركيب نسجي مظلل للمبارد.

ويصلح هذا الاسلوب مع كل تراكيب المبارد بحيث يبني على تركيب اساسي ثم يتم تغير النسب تباعا حتى الوصول للتاثير المطلوب

هذا ويوجد طرق كثيرة للحصول على تاثيرات مختلفة باستخدام التركيب النسجي الاساسي للمبرد كما ذكر سابقا والتالي مجموعة من الصور لمنسوجات استخدم فيها التركيب النسجي للمبرد مع تغير الالوان واساليب مختلفة مما ذكر سابقا.

وهناك تغيرات اخري منها تركيب مبرد زخرفي وحلزوني ومضفورة لايسع المقام لذكرها كلها ولكن كل تلك التاثيرات او التراكيب لا تخرج عن اضافة امر للمبارد العادية كما ذكر سابقا

تركيب نسجي مبرد مع تغيير اللون للسداء واللحمة واستخدام اسلوب العكس طردي وكذلك التظليل والجمع بينهم

وبذلك نكون قد وضحنا بعض الاسس الاساسية لاستخدام التركيب النسجي للمبرد واشتقاقاته والتي يمكن ان تبني عليها عدة تراكيب مختلفة لاعظاء تاثيرات نسيجية مختلفة.

وياتي الحديث التالي عن التركيب النسجي الاطلس وهذا ما سنتناوله بالتفصيل في الجزء القادم ان شاء الله من المقال.

د. مهندس أسامة عبد المنعم عبد الحليم شرف